معكم أحد من غيركم».
فلما قعدوا جاء النبي «عليهالسلام» يتبعه أمير المؤمنين «عليهالسلام» حتى جلس وسطهم ، فقال لهم : «إني سائلكم عن أمر فأجيبوني عنه».
فقالوا : قل يا رسول الله.
قال : «ألستم كنتم ضالين فهداكم الله بي»؟
قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.
قال : «ألم تكونوا على شفا حفرة من النار ، فأنقذكم الله بي»؟
قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.
قال : «ألم تكونوا قليلا فكثركم الله بي»؟
قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.
قال : «ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي»؟!
قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.
ثم سكت النبي «صلىاللهعليهوآله» هنيهة ، ثم قال : «ألا تجيبوني بما عندكم»؟
قالوا : بم نجيبك؟ فداك آباؤنا وأمهاتنا؟! قد أجبناك بأن لك الفضل والمن والطول علينا!!
قال : «أم لو شئتم لقلتم : وأنت قد كنت جئتنا طريدا فآويناك ، وجئتنا خائفا فآمناك (ومخذولا فنصرناك) ، وجئتنا مكذبا فصدقناك».
فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه ، فقبلوا يديه ورجليه ، ثم قالوا : رضينا بالله وعنه ، وبرسوله وعنه ، وهذه أموالنا بين يديك ، فإن شئت فاقسمها على قومك ، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر ،