شريف من أشراف الديار المصرية والشامية يسم عمامته بسمة خضراء ، توقيرا لهم ورعاية لحرمتهم وحفظا لنسبهم ، فقال في ذلك الشيخ أبو عبد الله المغربي ، محمد بن جابر الهواري الأندلسي نزيل حلب :
جعلوا لأبناء الرسول علامة |
|
إن العلامة شأن من لهم يشهر |
نور النبوة في كريم وجوههم |
|
يغني الشريف عن الطراز الأخضر |
وقال ابن حبيب :
ألا قل لمن يبغي ظهور سيادة |
|
تملّكها الزّهر الكرام بنو الزّهرا |
لئن نصبوا للفخر أعلام خضرة |
|
فكم رفعوا للمجد ألوية حمرا |
وقال محمد بن إبراهيم الدمشقي :
أطراف تيجان أتت من سندس |
|
خضر كأعلام على الأشراف |
والأشرف السلطان خصّهم بها |
|
شرفا لتعرفهم من الأطراف |
وفي سنة ٧٧٤ ولي حلب سيف الدين أشقتمر ثانية. وفيها وقع بالشام وبلاده طاعون بلغت فيه عدّة الموتى في اليوم نحو مائتي نفس. وفي سنة ٧٧٥ ولي حلب سيف الدين بيدمر الخوارزمي ، وبعد أربعة أشهر وليها مكانه سيف الدين أشقتمر ثالثة.
غزو سيس
وفي سنة ٧٧٦ وردت المراسيم الشريفة السلطانية من قبل الملك الأشرف شعبان إلى نائب حلب أشقتمر بأن يغزو سيس ويستخلصها من يد الأرمن. فتوجه النائب صحبة العساكر الحلبية حتى وصلوا إليها ونازلوها واجتهدوا في حصارها ، حتى طلب أهلها الأمان ودخلها المسلمون ورتبوا فيها نائب السلطان ، وكان فتحا عظيما طال عهد المسلمين بمثله. ثم رجع النائب المشار إليه إلى حلب ومعه تكفور صاحب سيس وجماعة من أمرائه وأجناده ، فجهزهم إلى القاهرة حسب المرسوم السلطاني. وقد عظم هذا النائب بهذا الفتح وامتدحته الشعراء بما يطول شرحه.
وفي سنة ٧٧٧ استمر الغلاء بالشام مبتدئا من سنة ٧٧٦ ففتك بأهل حلب وأهلك