سنة ١٣١٣ ه
في شوّالها الموافق آذار سنة ١٣١٢ ورد من قضاء جسر الشّغر أن الغنم في الجبل الوسطاني قد فشا فيه مرض قتّال ، سببه تراكم قراد على أديمه (١). وبعد أن أشخص إلى تلك الجهة المأمور البيطري وفحص المرض قال : إن علاجه إزالة القراد على الدابة بالنظافة إن كان القراد قليلا ، ومسحه بمزيج مركب من جزء من روح الترمنتينا وجزءين من الماء إن كان كثيرا. فاستعمل هذا العلاج ونجح. وفيها ورد من قضاء حارم أن بقرة لعثمان من أهل قرية «أفيز» ولدت عجلا ميتا له رأسان وأربع عيون وأربع آذان وفمان وأربع قوائم. وفيها ـ في ذي القعدة ـ وردت الأخبار من جهات السويدية وأنطاكية أن جمعا عظيما من الأرمن الأغراب وفدوا على السويدية وجبل موسى وما جاورهما من القرى الأرمنية ، وانضم إليهم شرذمة من زعانف الأرمن الوطنيين ، وأخذوا يعيثون بالأرض فسادا. فأشخص إليهم من مركز الولاية جماعة من الثقات للفحص عنهم والتنكيل بهم بعد أن يتبين لهم فساد طريقتهم ، ففحصوا الحقيقة وتبين لهم أن تلك الطائفة ومن انحاز إليها هم من الثوار ، فقبضوا على بعضهم وهرب البعض الآخر وتشتت شمل تلك العصابة. وفي ١١ جمادي الثاني (٢) منها وصل إلى حلب واليا عليها مصطفى ذهني باشا ، ثم عزل وولي حلب رائف باشا فوصل إليها في خامس شعبان منها.
تمرد الأرمن في الزيتون :
في شعبان من هذه السنة أيضا أخذت الأخبار تتوارد من الزيتون بأن الأرمن هناك تمردوا على الحكومة وشهروا السلاح على المسلمين وقتلوا وسبوا واستولوا على الثكنة العسكرية وفتكوا بالعسكر والضباط وقتلوا نساءهم وأطفالهم ومثلوا بهم تمثيلا فظيعا
__________________
(١) الأديم : الجلد. والقراد : حشرات صغيرة تقتات من الدّم ، تمتصّه حيث تستطيع.
(٢) الصواب : «جمادى الآخرة» أو «جمادى الثانية» ، لأن كلمة «جمادى» مؤنثة.