سنة ١٣٣٨ ه
انسحاب الجيش الإنكليزي من دمشق وحلب :
في شهر ربيع الأول منها انسحب الجيش الإنكليزي من دمشق وحلب ، وأصبح أمر الأمن منوطا بالحامية الوطنية المتطوعة ؛ إلى أن يتقرر مصير البلاد في مؤتمر الصلح.
كان الأمن مدة احتلال الجيش البريطاني مادّا رواقه في حلب وسائر ملحقاتها ، وكانت حركة الاقتصاد في نجاح عظيم لم يسبق له نظير.
مظاهرة :
يوم الخميس ٤ ربيع الأول منها قام طلاب المدارس في حلب على اختلاف طبقاتهم ـ ومعهم جمهور من الناس ـ بمظاهرة وطنية احتجاجا على الاتفاق الأخير الذي يرمي إلى تجزئة البلاد ، فطافوا في الشوارع ورفعوا الأعلام العربية وقصدوا دار الحكومة ، فاستقبلهم الحاكم العسكري وشكر عواطفهم الوطنية ، وخطب أحدهم فقال : إننا جميعا متطوعون نضحي أموالنا وأرواحنا في سبيل حريتنا واستقلالنا ، وليحي الأمير فيصل. ثم في يوم السبت ٦ منه قاموا بمظاهرة أخرى نظير المظاهرة الأولى.
بلاغ مندوب حكومتي إنكلترا وفرنسا :
وفي هذا الشهر ورد من الحاكم العسكري في دمشق إلى الحاكم العسكري بحلب كتاب خلاصته : إننا تبلغنا رسميا من المندوبين المومأ إليهما أن الجنود الفرنسية ستحلّ محل الجنود البريطانية في شتورة ورياق وبعلبكّ ، حسب القرار العسكري الأخير ، احتلالا عسكريا على أن تبقى هذه المناطق مرتبطة من الوجهة الإدارية بالحكومة العربية.
وعلى أثر هذا الخبر انتدب اللواء نوري باشا السعيد إلى مقابلة القائد الفرنسي العام