على صنعة الكيمياء. ولما كان يوم الجمعة بعد دخوله إلى حلب صلى الجمعة بالجامع الكبير ، وبعد فراغ الصلاة طلب الخطيب وأمره أن يذكر في الخطبة الحسن والحسين قبل الستة الباقين من العشرة فاضطرب الناس لذلك.
خروج الجراد :
وفي سنة ٩٦٥ شاع أن الجراد خرج في بعض القرى فخرج بعض الناس لجمعه بأمر فرهاد باشا. وكان الناس في قحط عظيم وصل فيه رطل الخبز إلى عشرة دراهم. وبينما هم على هذه الحالة إذ نادى مناد من قبل الوالي بخروج أهل حلب إلى ظاهر المدينة لاستقبال ماء السمرمر فخرج الناس إلى قرية بابلّي ورجعوا كأنهم جراد منتشر مع الماء ، فرفع إلى مئذنة القلعة دون أن يدخل تحت سقف لئلا تزول خاصيته ، وبات أهل حلب في سرور عظيم. وبعد أيام ظهر الجراد في بعض معاملات حلب ، فخرج الوالي بنفسه إليه وأخرج خلائق كثيرة ما بين عوامّ يجمعونه وخواص يناظرونهم. وبقي الجمع نحو أسبوع إلى أن دفنوا منه بالحفر والآبار ما لا يدخل تحت حصر ، وانتفع الناس بذلك منفعة بالغة.
وفي سنة ٩٦٧ ظهر جراد صغير في حلب العتيقة ، فنادى القاضي أحمد بن محمود ابن عبد الله الخالدي بالصيام ثلاثة أيام والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء لرفعه ، بعد أن خرج والي حلب فرهاد باشا إلى المكان الذي هو فيه ، في خلائق من أهل حلب ونواحيها يزيدون على عشرة آلاف رجل ، يجمعون الجراد في قلاع التوت والبسط ويدفنونه في الأرض بعد قتله. وبقوا هناك نصف شهر وهم في مسافة نصف يوم ، وعندهم سوق وبينهم لهو ولعب. وبينما هم كذلك إذ مطرت السماء لا على ناحيتهم بل على ناحية حلب بردا كالبندق والعفص ، وربما وقعت واحدة نحو وقية في ساعة كادت الصواعق تقع بها ، فأتلف كثيرا من الخضر والبقول وما بدا انعقاده من الفواكه. وفي سنة ٩٧٢ ولي حلب أرناود سنان باشا كما في حديقة الوزراء.
تنبيه : لم أظفر بمادة تسفر عن حوادث حلب من سنة ٩٦٨ إلى سنة ٩٨٨ أما ولاة حلب في هذه المدة فإني ذاكرها نقلا عن سالنامة الولاية ، وإن كان بعضها خطأ فإن العهدة على مرتبها.
حرر في سالنامة سنة ١٣٠٣ أن والي حلب سنة ٩٧٣ عاد إلى محمد باشا وقد علمت