سنة ١٣١٢ ه
في سادس محرّمها توفي الشيخ حسن وادي ، ودفن في حجرة غربي قبلية مسجد الزاوية تحت القلعة ، قرب باب محلة ألطون بغا. وفي ١١ محرّم منها ولي حلب حسن باشا الأشقودري ثانية. وفي جمادى الأولى منها المصادف تشرين الثاني سنة ١٣١٠ احترق سوق بيلان. وفيها كان تأليف كتائب الحميدية من عشائر البوادي مضاهاة لعساكر القوزاق عند الدولة الروسية لأنهم من عشائر بواديها. وفيها جعل مركز قضاء حارم في قرية كفر تخاريم تفاديا من وخامة هواء حارم وضيقها ، ورغبة في جودة هواء كفر تخاريم وسعتها. وقد تعهد جماعة من أهلها أن يعمروا فيها من أموالهم دارا للحكومة ومستودعا للرديف ومحلا للتلغراف ، فوفوا بوعدهم.
عصابات الأرمن :
وفيها استفاضت الأخبار من أنطاكية وإسكندرونة وجسر الشغر أن جماعة من عصابات الأرمن ظهروا في الجبال المتوسطة ، بين ناحية السويدية في قضاء أنطاكية وبين ناحية أرسوز في قضاء إسكندرونة ، وأنهم تحرشوا ببعض قرى المسلمين والمسيحيين وتعدّوا على أهلها. فلم يلتفت الوالي ـ وهو حسن باشا الأشقودري ـ إلى هذه الأخبار وأراد أن يبقي هذه الحادثة في حيّز الكتمان لغرض لا نعلمه. ولكن هذه القضية لم تقف على حدّ يمكن كتمانها عنده فقد عادت تلك العصابة الأرمنية إلى تعدّيها واشتهر أمرها ثم تعلقت بشعف الجبال (١) وسلكت منها في الشعوب والمضايق حتى وصلت إلى الزيتون من أعمال مرعش.
ولما بلغ الحال هذا المبلغ لم يسع الوالي أن يتغاضى عنه ، فندب للتحقيق عن هذه القضية رجالا من حلب أشخصهم إلى جهة السويدية ، فتبين لهم أن جماعة من ناشئة الأرمن قدموا على ثغر السويدية من أميركا بقصد الترؤّس على طوائف الأرمن في البلاد العثمانية والقيام
__________________
(١) يعني أعالي الجبال.