الصعبة ، وهلك منهم بالثلج والجوع زهاء ثلاثين ألفا ـ على رواية ـ وأربعين ألفا على رواية أخرى.
ولما وصل خبر هذا الظفر إلى حلب خرج المنادي من قبل الحكومة ينادي بلزوم عمل مظاهرة فرح ومسرة ، فاحتشد في ثاني يوم تجاه باب القلعة ألوف من الناس ومعهم الطبول والزمور ، وخرجت تلامذة المكاتب تنشد الأزجال الحماسية وتعزف بالموسيقى ، ثم سارت تلك الجموع إلى دار الحكومة ووقفوا صفوفا في ظاهرها وباطنها وألقيت عليهم خطب البشارة بهذا الفتح العظيم والتنويه بعظمة الدولة وفوزها وفشل الروس وخذلانهم. ثم بعد أيام شاع أن الروس استردوا هذه البلدة وقتلوا من الجنود العثمانيين مقتلة عظيمة.
فروغ الفحم الحجري واستعمال
الفحم النباتي وقطع أشجار من البساتين :
وفيها فرغت مدخرات الفحم الحجري الذي تتحرك بناره قطارات السكك الحديدية ، فاضطرت الجهة العسكرية أن تستعيض عنه بالحطب ، وفتح لها مورد جديد للنهب والسلب لأنها جعلت تستورد الحطب اللازم لها على طريقة التضمين المعروفة بالالتزام ، على أن يقدم الملتزم الحطب من الغابات القريبة من حلب إلى أقرب محطة إلى الغابة ، سعر كل طن كذا مبلغ ، فكان يقع في هذا الالتزام ، من السرقة والمحاباة في الوثائق ، وبدل الالتزام ما يكل عنه الوصف وقد استغنى بسببه كثير من الناس وجمع منه الضباط وأتباعهم ما لا يحصى من المال. وفيها بدأت العسكرية تقطع من بساتين حلب الأشجار التي لا تثمر كشجر الدّلب والصفصاف وغيرهما لتجعل خشبه آلة لعربات النقل وتقدم ما لا يصلح منه للآلة إلى مطابخ الجنود.
متطوعة الدراويش المولوية :
وفيها أقبل علينا من جهة قونية رهط من دراويش الطريقة المولوية ، وقد تألفت منهم كتيبة عسكرية للتطوع في جهاد أعداء الدولة.
وفود القدس :
وفيها أوفد من حلب وغيرها من البلاد العثمانية العربية وفود للقدس قصد الاستطلاع