قلت : سيأتي ذكر هذا في حوادث سنة ٥٤٣ وذكر ابن الوردي حادثة ابتداء الزيادة في الأذان سنة ٣٦٩ أيام سعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة ، لا في أيام أبيه ، كما ذكره المقريزي ، فليحرر.
أما زيادة الصلاة والسلام عقيب كل أذان فقد التزمت في حلب سنة ٧٩٢ قال أبو ذر في تاريخه ، في ترجمة الملك الظاهر برقوق الجهاركسي : وفي أيامه سنة ٧٩٢ أحدثوا في حلب السلام على النبي عليه السلام عقيب كل أذان ، ويقال إن ذلك عن أمره ، وكان هذا قد أحدث في العام الأول. ثم قال : وأخبرني والدي أنهم كانوا يصلون على آدم عقيب الأذان ، وسببه أن شخصا زعم أنه رأى في منامه آدم ، فقال له : أنا أبو كم ولا تذكروني ولا تصلّون عليّ. فأخبر بذلك الحاكم فأمر بالصلاة عليه. اه.
سنة ٣٤٨ غزو الروم طرسوس والرّها :
في هذه السنة غزت الروم طرسوس والرّها فقتلوا وسبوا وعادوا سالمين.
سنة ٣٤٩ غزو سيف الدولة الروم :
فيها غزا سيف الدولة الروم فأبلى فيهم وفتح عدة حصون وسبى وأسر وغنم وبلغ خرشنة. ثم إن الروم أخذوا عليه المضايق واستردوا جميع ما معه ووضعوا السيف في أصحابه ، وتخلص هو في ثلاثمائة رجل بعد جهد ومشقة. وفي ذلك يقول المتنبي «غيري بأكثر هذا الناس ينخدع» (١).
الجليد والبرد :
وفيها جاء الجليد والبرد حتى جمد الفرات والقدور على النار ، ويبس الزيتون في المعرة وكفر طاب. وفي سنة ٣٥٠ خرج كمين من الروم على قفل (٢) بين أنطاكية وطرسوس فأخذ الرجال وقتل كثيرا منهم ، وكان معهم صاحب أنطاكية فتخلص منهم.
__________________
(١) عجزه : «إن قاتلوا جبنوا ، أو حدّثوا شجعوا».
(٢) القفل : العائدون إلى وطنهم. وقد تكون بمعنى «القافلة».