الضيوف والعطف على الفقراء. هذا مع تسلط الدولة الروسية عليهم واستئثارها بكثير من خيرات أراضيهم الخصبة دونهم ، وسلبها منهم حقوقهم المدنية وحريتهم القومية والوطنية والشخصية ، وتداخلها في معتقداتهم وعاداتهم وأخلاقهم بحيث ماتت هممهم وذهب نشاطهم وتساوت عندهم الحياة والممات.
كلمة تورك :
قال بعض الباحثين في طبقات الأمم : إن كلمة «تورك» مأخوذة من كلمة توكو وهي اسم أمم كانت في العصر السادس من الميلاد تسكن قرب (التاي) وحوالي أو يغور.
وإن هذه الأمة من نسل (هونغ نو) المذكورين في تواريخ الصين الذين كانوا قبل عصرين من الميلاد يشنون الغارات على ممالك الصين مدة أربعة قرون حتى اضطرت ملوك الصين إلى بناء السد الكبير. وإن أمة التوكو هذه أقامت في هذه المدة دولة عظيمة انقسمت بعد ذلك إلى قسمين : أحدهما التوكو ، ومنها تناسل جميع أمم الترك. والقسم الآخر : الأويغور ، ومنها تناسلت أمم المجر ، والفينوا وهم أهل فينلانديا.
لغة الأتراك :
لغة الأتراك ولغة المغول والفينوا : كل منهما متفرع من لغة التاتار الذين يقال لهم (أولو التاي) أي الخطاي ، أو يقال لهم (توران) أو (أويغور) وهي قريبة من لغة التركمان.
وكانت هي لغة السلاجقة والعثمانيين وقد صارت الآن هي اللغة التركية. على أن الشبه بين لغة العرق التركي وبين لغة العرق المغولي بعيد ، غير أن تشابه الأوصاف البدنية بينهما يدل على قربهما من بعضهما.
توران أو طوران :
الأتراك العثمانيون يقولون إنهم من أصل توراني ، نسبة إلى توران وهو ـ كما قال صاحب تلفيق الأخبار ، نقلا عن العمري ـ اسم مملكة الخواقين ، كانت بيد أفراسياب التركي ملك الترك ، وهي من نهر بلخ إلى مطلع الشمس على سمت الوسط فما أخذ عنه جنوبا كان بلاد الهند ، وما أخذ عنه شمالا كان بلاد القفجق ، والجراكسة والروس والماجار ومن جاورهم من طوائف الأمم المختلفة سكان الشمال. ويدخل في توران ممالك