حوادث أيام بني أمية
أيام معاوية
سنة ٤٢ مات حبيب بن مسلمة الفهري بأرمينية ، وكان أميرا عليها لمعاوية.
قلت : أظن أن معاوية استعمل حبيبا هذا على أرمينية في هذه السنة وضم قنّسرين إلى حمص ، وعاملها عبد الرحمن بن خالد. وهذا غير بعيد لأن الذي مصّر قنسرين يزيد ابن معاوية لا معاوية ، إنما معاوية رتّب خراج قنسرين في هذه السنة أربعمائة ألف وخمسين ألف دينار ، ورتّب حلب للخلفاء من بني أمية لمقامهم في الشام ، وكون الولاة في أيامهم بمنزلة الشّرط لا يستقلّون بالأمور والحروب ، وولاة الصوائف (١) ترد كل عام إلى دابق ، وأقام منهم جماعة بنواحي حلب ، منهم سليمان بن عبد الملك أقام بدابق حتى مات.
تجنيد قنّسرين وتسمية حلب بالعاصمة :
حكى الطبري في تاريخه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما عزم على فتح الشام سمّى لكل أمير أمّره على الجيوش كورة (٢) ، فسمّى لأبي عبيدة كورة حمص وليزيد بن أبي سفيان كورة دمشق ، ولشرحبيل بن حسنة كورة الأردن ، ولعمرو بن العاص وعلقمة ابن محمد كورة فلسطين. فدلّ هذا على أن الشام لما كان بأيدي الروم كان منقسما إلى هذه الكور الأربع ، وكانت قنّسرين مضافة إلى كورة حمص. اه.
ثم لم تزل الشام كذلك حتى ولي الخلافة يزيد بن معاوية فجعلها خمسة أجناد : جند فلسطين ، وجند الأردن ، وجند دمشق ، وجند قنّسرين.
__________________
(١) جمع صائفة ، وهي الغزوة في الصيف. وبها سمّيت غزوة الروم ، لأنهم كانوا يغزون صيفا ، اتّقاء البرد والثلج.
(٢) الكورة : البقعة التي تشتمل على عدة قرى. ويقابلها اليوم : (المحافظة).