على حرمه وباع ولده ، وكان لؤلؤ هرب إلى أبى أحمد الموفق.
قصد ابن طولون الثغور وموته :
في سنة ٢٧٠ قصد ابن طولون الثغور فأغلقها أهلها في وجهه فعاد إلى أنطاكية ومرض. وولى حلب عبد الله بن الفتح ثم شخص إلى مصر ومات بها. ثم ولّى ابنه أبو الجيش ، خمارويه ، أبا موسى محمد بن العباس الكلابي. ثم كاتب خمارويه أبا أحمد الموفق بأن يقره على حلب ومصر وسائر البلاد التي كانت في يد أبيه ، ويدعى له على المنابر ، فلم يجبه الموفق إلى ما طلب ، فاستوحش خمارويه وولّى حلب القائد أحمد بن دوغباش عامل الرقة.
وفي هذه السنة تواقع إسحاق بن كنداج عامل الموصل والجزيرة للخليفة مع ابن دوغباش عامل حلب لخمارويه.
سنة ٢٧١ اتفاق إسحاق مع محمد بن ديوداد بن أبي الساج المعروف بالأفشين :
فيها طمع المذكوران في الشام ، فسارا إليها باتفاق مع الموفق وملكا دمشق. وولى الموفق ابن ديوداد حلب وأعمالها. ثم قدم أحمد بن الموفق إلى حلب بجيشه الجرار فدخلها في ربيع الآخر منها ، ثم سار إلى قنسرين وهي لأخي الفصيص التنوخي ، وحاضر طيئ لطيئ ، وعليها سور وقلعة. ثم سار إلى شيزر فكسر العسكر المقيم بها. ثم تواقع مع خمارويه على الطواحين قرب بلد الرملة ، فكانت الغلبة أولا لابن الموفق ، ثم انعكس الحال وكسر وتفرقت عساكره ، وخرج عليه ابن ديوداد قبل وقعة الطواحين وجاء إلى حلب واستولى عليها ومعه إسحاق بن كنداج.
وفي سنة ٢٧٣ نزل خمارويه إلى حلب وصالحه ابن ديوداد ودعا له على المنابر وحمل خمارويه لوجوه أصحاب ابن ديوداد مائتي ألف دينار ، ولكاتبه نيفا وعشرين ألف دينار ، ثم راسل خمارويه أبا أحمد الموفق فأجابه وأقره على ما بيده. وفي سنة ٢٧٥ صعد خمارويه من الشام إلى مصر فعاد ابن ديوداد إلى فساده ، فقصده خمارويه فهرب منه وعبر الفرات وخمارويه في طلبه ، فهرب إلى الموفق بن المتوكل ، فأحسن إليه. وفي سنة ٢٧٦ ولى خمارويه حلب غلام أبيه طغج بن جفّ ، والد الإخشيد.