الأرضية مع سكانها ، رأيت أن أذكر في هذا الباب شيئا من أحوالها وأسبابها تتمة للفائدة. ثم قال ما خلاصته : يحدث الزلزال في الليل أكثر من النهار. وقد أحصى المدققون نحو خمسمائة زلزلة وزلزلتين كان حدوثها في بلاد أسفيزرة ، منها ٣٢٠ زلزلة حدثت في الليل بين الساعة السادسة بعد الظهر وبين الساعة السادسة قبله ، وإن التي تحدث قبل نصف الليل تكون أشد مما تحدث بعده.
وقالوا إن الزلزال في الأراضي البركانية أكثر من الزلزال في السهول. وإن حدوث الزلزال (١) في فصل الشتاء أكثر منها في فصل الصيف ، وما يحدث منها في الكانونين يكون أشد من غيره وذلك لكثرة سقوط الأمطار التي تجري مياهها إلى شقوق الأرض وتتطرق إلى قلب الأرض وتصل إلى الصخور المسخنة بحرارة المواد النفطية المشتعلة فتحدث في الصخور انفجارا ينبعث عنه هزة في قشرة الأرض.
تنتشر الهزة التي تحدث في قشرة الأرض بسرعة عظيمة ربما بلغت سرعتها ٢٠٥٢٦ قدما في الثانية.
والزلازل التي كانت عواقبها وخيمة كثيرة ، منها زلزلة حدثت في مدينة لزبون سنة ١٧٥٥ م و ١١٦٩ ه فقد
دفنت تحت أنقاض المدينة نحو ١٠ آلاف إنسان ، والأحياء الذين بقوا بعد الهزة الأولى التجئوا إلى رصيف الميناء فباغتتهم الهزة الثانية ورفعت مياه البحر إلى علو ٥٠ قدما ، ثم جرفت الرصيف وكل ما كان عليه إلى أعماق البحر ، ثم انشقت الأرض تحت البحر وابتلعت جميع السفن التي كانت في الميناء ثم أطبقت عليها ولم يظهر منها فيما بعد أثر على وجه الماء.
أسباب الزلازل :
أسباب الزلازل كثيرة ، منها ما هو معروف ومنها ما هو مجهول فالمعروف هو :
أولا : تأثير جاذبية القمر في قشرة الأرض.
ثانيا : المد والجزر في البحار.
ثالثا : ضغط الهواء على قشرة الأرض وسطح البحار.
__________________
(١) كذا والوجه أن يقال : «الزلازل» لما سيأتي في بقية العبارة.