سنة ١٣١٩ ه
وفي صفر منها فتح في حلب مكتب للصنائع ، وهي النجارة والخياطة وعمل الأحذية ـ المعروفة بالقندرات ـ ونسج الأقمشة الغزلية ونسج الجوارب. والنفقات الأولية لهذا المكتب جمعت من دخل مسارح التياترو والنفقات الدائمة من إعانة وضعت على اللحم قبل بضع سنوات باسم إعانة مهاجري كريد ، وقد وليت إدارته فأسست صنائعه ورتبت أموره وبقيت مديرا فيه مدة أربع سنوات. وفيها حضر إلى حلب آلة لحفر آبار شبيهة بالأرتوازية ، وحضر مع الآلة أستاذان فباشرا مهنتهما في جهة من جادة الخندق ـ بين باب النصر والسهروردي ـ وعملا هناك بئرين فما مضى عليهما غير قليل من الزمن حتى تعطلا ، وانصرف الأستاذان من حلب بما معهما من الآلات. على أن هذه الآبار يستخرج منها الماء بواسطة طلنبة (١) مركبة على فوّهة الأنبوب الذي يخترق الأرض ويصل إلى منبع الماء.
وفي فصل الربيع من هذه السنة الموافقة سنة ١٣١٧ رومية تساقط على ولاية حلب برد كثير ـ لا سيّما في جهات مرعش والبستان ـ وكان كبير الحجم ، بعضه في حجم البيضة ، وقد قتل عدة أوادم ومواشي (٢) ، وأفسد كثيرا من الزروع. وفيها ورد من البستان أن سبعة أشخاص أكلوا نوعا من الفطر فماتوا كلهم ، واتصل الخبر بحكومة ذلك القضاء فأصدرت أمرا يقضي بمنع بيع الفطر. وفيها ـ في التاسع والعشرين أيار ـ سقط في إسكندرونة صاعقة على زاوية غرفة في الطابق العلوي من شرقي فندق فهدمت جانبا من الزاوية ودخلت الغرفة فصدمت قائمة سرير حديدي كان نائما عليه رجل فاحترقت حاشية السرير ولم يتضرر النائم بشيء من جسمه ، ثم خرجت من الغرفة وصدمت قنطرة
__________________
(١) انظر الحاشية السابقة في أول حوادث سنة ١٣١٧ ه.
(٢) الوجه حذف الياء : «ومواش».