وقال بعضهم في هذه الحادثة أيضا :
يا مصطفى إن القلوب منغّصه |
|
لبنيك في الشهباء حلّت منقصه |
في جامع الأطروش سال نجيعهم |
|
فغدت به أرجاؤه متقمّصه |
أدرك فجسم الدين أنهكه الضّنى |
|
وكوى بني السادات ابن الحمّصه |
أقبل وقل للحربليّ : الحرب لي |
|
فأذق إلهي ذي العصابة مخمصه |
أبدت إلى الأشراف شرّ خيانة |
|
وغدت إلى داعي الضلالة مخلصه |
عهدت إليهم بالأمان وأصبحت |
|
أعلامها بيد الخداع منكّصه |
يا سينها في النازعات أحلّه ال |
|
مولى وعمّهم العذاب وخصّصه |
أدماء أعداء الإله ثمينة |
|
ودماء أبناء الرسول مرخّصه؟ |
فلأنت أولى بالجميع ، وهذه |
|
شكواهم رفعت إليك ملخّصه |
سفر المتطوعة من حلب إلى مصر لإخراج الفرنسيين منها :
في غرة جمادى الأولى سنة ١٢١٤ سافر سبعة آلاف فارس من يكجرية حلب مع أحد زعمائهم أحمد آغا حمّصة ، وكان معهم اللواء الكبير ، وتوجهوا إلى مصر لإخراج طائفة الفرنسيس منها. وفي غرة جمادى الأولى سنة ١٢١٥ سافر إبراهيم باشا قطاراغاسي ـ من عظماء رجال الدولة الحلبيين ـ إلى مصر لمحاربة الطائفة المذكورة ، وخرج معه متطوعا نقيب الأشراف محمد قدسي أفندي ، ومعه من الأشراف نحو أربعة آلاف رجل.
ثم في شهر ربيع الأول سنة ١٢١٦ زينت حلب سبعة أيام لرجوع مصر ليد الدولة العثمانية. وفي جمادى الثانية منها عاد إلى حلب قدسي أفندي ومعه الأشراف فزينت لقدومهم أيضا. وفي ذي القعدة منها ـ المصادف الليلة الخامسة عشرة من آذار ـ حدث بحلب زلزلة أخربت عدة أماكن من جملتها ست حجرات من خان اللبن. وفي الخامس والعشرين ذي الحجة منها المصادف اليوم السادس عشر من نيسان وصل إلى حلب إبراهيم باشا قطاراغاسي قافلا من مصر ، وبعد برهة ولي حلب. وغلط في السالنامة إذ جعل ولايته حلب في سنة ١٢١٤ وفيها عمرت منارة جامع العدلية ، وكانت هدمتها عاصفة خرجت في هذه السنة وهدمت معها عدة أبنية.