خزينه دار شاهين علي باشا. ثم في سنة ١١٩٧ وليها مصطفى باشا والي قرمان. وفي سنة ١١٩٨ وليها أحمد باشا متصرف لواء أوخري. وفي ثاني يوم من ربيع الأول سنة ١١٩٩ ولي حلب ثانية شاهين علي باشا ثم عبدي باشا. ثم في شوالها وليها أرحاجي مصطفى باشا. وفي اليوم الرابع من شعبان هذه السنة ، المصادف شهر تموز ، في الساعة الثالثة منه كسفت الشمس وظهرت عدة نجوم وامتد كسوفها نحو ساعتين. وفي شوال سنة ١٢٠٠ ولي حلب بطال حسين باشا ابن الحاج علي باشا والي إيالة أرضروم ، وولي أرحاجي مصطفى باشا إيالة أرضروم.
غلاء عظيم :
وفي هذه السنة ابتدأ الغلاء في حلب لانقطاع المطر ، ويبس نهر قويق ودام يبسه إلى الأربعينية ، وغلت أسعار القوت أولا ثم فقدت من البلدة بالمرة ، فاضطر الناس لأكل حب الخرّوب وحب القطن وعجو المشمش المرّ ، يحلّونه ويأكلونه. ومن الناس من أكل الدفل الذي يخرج من النشاء المعروف بالدوسة. ومنهم من أكل أمعاء الحيوانات وأحشاءها. وبيع شنبل الحنطة بخمسة وعشرين قرشا ، ورطل الخبز بثلاث عشرة بارة إلى القرش ، والزبيب بقرش ، واللحم بقرش ونصف ، والسمن بربع القرش.
وفي محرم سنة ١٢٠١ ولي حلب عثمان باشا محافظ أبرائيل وولي سلفه بطال حسين باشا دمشق الشام. وفيها وقع في حلب طاعون جارف هلك فيه خلق كثير. وفي سنة ١٢٠٢ ولي حلب مير عبد الله باشا. وفي السالنامة أنه وليها في السنة قبلها وهو غلط.
وفي سنة ١٢٠٤ ولي حلب كوسه مصطفى باشا. وفي رابع ذي القعدة سنة ١٢٠٥ قام الحلبيون على الوالي وحاصروه في قصره أربعة أيام ثم في ثامن هذا الشهر أخرجوه من باب الفرج فأقام في ظاهر حلب ، وكانت الدولة عينت مكانه سليمان باشا ترنج زاده.
فتن في عينتاب وكلّز :
وفي سنة ١٢٠٦ كتبت الدولة إلى كوسه مصطفى باشا ـ المقيم في ظاهر حلب ـ أن يسيّر على نوري باشا بطال آغا زاده ، وكان عاصيا على الدولة في عينتاب. وذلك أن نوري باشا كان من وجهاء عينتاب وبيده مقاطعتها فظلم وبغى ، حتى اضطر أهل عينتاب إلى أن يستعينوا عليه بمحمد علي باشا طبان زاده متصرف كلّز ، فدعوه إليهم وسلموه قيادتهم