مؤرخو الأتراك أن الملوك من الأغوزيين والسلاجقة والعثمانيين منسوبون إلى خانات الميمنة : الأغوزيون من أعقاب طاغ خان ، والسلاجقة من أعقاب دكز خان ، والعثمانيون من أولاد كوك خان. وكان الأغوزيون قبل الإسلام يحاربون الأكاسرة ، وبعده صاروا يحاربون خلفاء المسلمين إلى أن دانوا بدين الإسلام.
السلاجقة
الدولة السلجوقية تنسب إلى سلجوق بن تقاق ، أي القوس الجديد. وكان تقاق شهما عاقلا ، وكان مقدّم الأتراك الأوغوز عند ملك الترك بيغو ، وقد أراد الملك أن يسير إلى بلاد الإسلام ليوقع بها فنهاه تقاق ووبخه وشج رأسه ثم اصطلح معه. وولد له سلجوق ، ولما كبر قدمه ملك الترك لنجابته ، ثم سعت به امرأة الملك إلى زوجها فخافه سلجوق وسار بجماعته ومن أطاعه من الجند من ديار الحرب إلى دار الإسلام فأسلموا جميعا واستمروا على غزو كفار الترك. وتوفي سلجوق عن ١٠٧ سنين من عمره وترك من الأولاد : أرسلان وميكائيل وموسى. ومن هؤلاء الأولاد وأعقابهم نشأت الدولة السلجوقية التي عم حكمها المملكة العباسية سوى قليل منها وامتد حكمها في العالم الإسلامي من حدود الصين إلى آخر حدود الشام مدة ٢٧٠ سنة وذلك من سنة ٤١٩ إلى سنة ٦٩٩ وقد تفرع منها فروع ، بعضها من أصل آل سلجوق : وهي الفروع التي حكمت في كرمان وحلب ودمشق وبقية بلاد الشام والعراق وكردستان وآسيا الصغرى المعروفة بالأناضول وهي أطول الفروع عمرا. وبعضها متفرع عنها من مماليكها ووزرائها وهي عشرون فرعا أشهرها : الفرع الزنكي الذي منه نور الدين محمود زنكي ، والأرتقيّة حكام ماردين وديار بكر ، والخوارزمية حكام خوارزم. وقد امتد حكم هذا الفرع من سنة ٤٩٨ إلى ٧٠٣ ثم دخلت في حوزة العثمانيين وغيرهم.
جنكز خان
قال في كتاب تلفيق الأخبار وغيره ما خلاصته : لما مات كون خان بن أغوز خان خلفه أخوه آي خان. ثم خلف هذا يلدز خان أحد أحفاد أوغوز خان ، ثم ولده نيكز خان ، ثم ولده منكلي خان. ولما أسن هذا فوض أمر السلطنة إلى ولده إيل خان. جميع