حلب منفيا داماد محمد باشا المتقدم ذكره ، فتوفي بها ودفن في تكية الشيخ أبي بكر. وفي سنة ١٠٣٠ ولي حلب يوسف باشا. وفي سنة ١٠٣٣ وليها كوسا مراد باشا.
شغب الإنكشارية :
وفي سنة ١٠٣٥ طغت الإنكشارية في حلب وقد حضر إليها حافظ باشا ، وكان في ديار بكر ، فتواطئوا على قتل رئيس كتابهم مالقوج أفندي ، فعوّل على الفرار وسعى في تهريبه من بين أيديهم أحمد آغا المعروف بقره مذاق من الرجال الأقدمين في الوجاق الواقفين أنفسهم في خدمة السلطان عثمان. فوثب الإنكشارية وحزّوا رأسه بالموسى وطرحوا جسده في مزبلة الخندق. وفيها أعني سنة ١٠٣٥ ولي حلب مصطفى باشا. ووليها في سنة ١٠٣٧ سليمان باشا. وفي سنة ١٠٣٩ محمد باشا مرة ثانية. وفي سنة ١٠٤٠ مرتضى نوغاي باشا. وفيها وصل إلى حلب السردار الأعظم محمد باشا فتلقاه واليها مرتضى نوغاي باشا إلى قرب قلعة بقراص ، وعمل له ضيافة حافلة عند جسر مراد باشا. وبعد سبعة أيام من دخوله إلى حلب رتب في دار الحكومة ديوانا حضره أعيان البلدة وأركان استانبول وألقى خطابا بيّن فيه حسن قيام مرتضى نوغاي باشا بخدمة الدولة والملّة إلا أنه اتهمه بقصور كان منه في تأخير بعض جماعة أمر السلطان بقتلهم. ثم في الليلة الثالثة من مجيئه إلى حلب قتل رجلا أمر السلطان بقتله وأرسل رأسه إلى استانبول ، ثم عزل نوغاي باشا عن حلب ووجه رتبة الوزارة إلى أحمد باشا أحد الأغوات السلحدارية ، وجعله واليا في حلب.
وفي اليوم التاسع عشر من السنة المذكورة وصل إلى حلب أحمد باشا المذكور وتسلم زمام الأمور.
شغب الإنكشارية :
وفي عشرين شعبان اجتمعت الإنكشارية بوسيلة طلب أرزاقهم ورفضوا عدة مستخدمين ، منهم آغاتهم محمد آغا الكوسه وكاتبهم وكتخداهم. ثم تجمهروا وهجموا على المأمورين المذكورين وقتلوا آغاتهم المذكور. ثم كفّ شرهم وقتل بعض زعمائهم ورد كيدهم في نحورهم.