وفي سنة ١٥٢ مات صالح وتولى مكانه حلب وقنسرين ابنه الفضل ، واختار العقبة فسكنها. وفي سنة ١٥٤ ولّى المنصور على حلب وقنسرين موسى بن سليمان الخراساني. وفي سنة ١٥٧ ضرب السكة بقنسرين وعلى أحد جانبيها : (ضرب هذا الفلس بقنسرين سنة ١٥٧) وعلى الآخر : (مما أمر به الأمير موسى مولى أمير المؤمنين). وفي سنة ١٦٢ خرج على الخليفة المهدي عبد السلام بن هاشم الخارجي فأرسل له المهدي جنودا كثيرة ، فهرب منهم إلى قنسرين ، فلحقوه وقتلوه فيها.
قدوم المهدي الخليفة إلى حلب
وفي سنة ١٦٣ قدم الخليفة المهديّ إلى حلب عازما على الغزو ، فتلقاه العباس بن محمد والي الجزيرة وأنزله في عمله. ثم وصل المهدي إلى حلب ونزل بقصر بطياس ، وولّى على حروب حلب وقنسرين والجزيرة وخراجها وصلاتها عليا بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس ، وولّى حلب والشام جميعه هارون ، وأمر كاتبه يحيى بن خالد أن يتولى ذلك كله بتدبيره. ثم عرض المهدي العسكر بحلب وأغزى ابنه هارون الروم.
قتل الزنادقة في حلب ، ووصول رأس المقنع إليها :
في هذه السنة جمع محتسب حلب عبد الجبار الزنادقة من الأطراف إلى المهدي فقتلهم وقطع كتبهم بالسكاكين. ووصل إليه وهو بحلب رأس المقنّع وكان زنديقا مبتدعا ، ظهر في خراسان سنة ١٥٩ واستغوى جماعة وكثرت أتباعه وعاثوا في الأرض فسادا إلى أن هلك في هذه السنة ، وهي سنة ١٦٩.
أيام الهادي والرشيد
وفي سنة ١٧٣ ولّى الرشيد حلب وقنّسرين عبد الملك بن صالح بن علي ، فأقام بمنبج وابتنى فيها قصرا لنفسه وبستانا إلى جانبه كان يعرف به. وقد سبق لنا في الكلام على منبج منادمة الرشيد مع عبد الملك حين زاره في قصره.