سنة ١٣٢٦ ه
فيها ـ في حزيران ـ ورد من الجهات الشرقية جراد طيّار نزل في حلب وضواحيها وكثير من مضافاتها ، فأكل الزروع الصيفية كالقطن والسمسم والبطيخ ، وما يوجد في بساتين حلب من الخضر كالباذنجان والخيار والقثاء ، حتى غلت أسعارها وعزّ وجودها. وكان يتهافت على قناة حيلان ونهر قويق تهافت الفراش على النار ، ففسد ماؤهما وخيف من ضرره ، فقطعت البلدية ماء القناة عن حلب وصرفته إلى النهر ، وكان الحر شديدا فاشتد احتياج الناس إلى الماء وصاروا يتكبدون في الحصول عليه مشقة عظيمة. وفي محرّم هذه السنة قدم على حلب والدة شاه العجم وأخوه ناصر الدين ميرزاخان واحتفلت الحكومة باستقبالهما وإكرامهما.
النداء بالدستور وقلب الحكومة العثمانية
من الحالة المطلقة الاستبدادية (الأتومقراطية)
إلى حالة المشروطية المقيدة (الدمقراطية)
في تاسع تموز سنة ١٣٢٤ رومية المصادف شهر جمادى الثانية من هذه السنة ورد من استانبول بلسان البرق رسالة بتوقيع سعيد باشا الصدر الأسبق ، مآلها أنه تعيّن الآن لمسند الصدارة. ثم في ثاني يوم ورد منه بلسان البرق رسالة أخرى تشعر بأن السلطان قد أمر بإعادة مجلس النواب ـ المعروف بمجلس المبعوثان ـ الذي مضى على إغلاقه بضع وثلاثون سنة. ثم أخذت الرسائل البرقية والكتب المرسلة مع البريد تتوارد كل يوم مذيعة أنه نودي في الآستانة بالحرية والمساواة.
العفو عن المنفيين :
وعقيب ذلك بأيام قلاقل وردت الأوامر إلى الحكومة بصدور العفو العام عن المنفيين