وَيَحْمِلُني وَيُجَرَّئُني عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنّي ، وَيَدْعُوني اِلى قِلَّةِ الْحَياءِ سِتْرُكَ عَلَيَّ ، وَيُسْرِعُني اِلَى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ ، وَعَظيمِ عَفْوِكَ.
يا حَليمُ يا كَريمُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا غافِرَ الذَّنْبِ ، يا قابِلَ التَّوْبِ ، يا عَظيمَ الْمَنِّ ، يا قَديمَ الْاِحسانِ ، اَيْنَ سِتْرُكَ الْجَميلُ ، اَيْنَ عَفْوُكَ الْجَليلُ ، اَيْنَ فَرَجُكَ الْقَريبُ ، اَيْنَ غِياثُكَ السَّريعُ ، اَيْنَ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ ، اَيْنَ عَطاياكَ الْفاضِلَةُ ، اَيْنَ مَواهِبُكَ الْهَنيئَةُ ، اَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ ، اَيْنَ فَضْلُكَ الْعَظيمُ ، اَيْنَ مَنُّكَ الْجَسيمُ ، اَيْنَ اِحْسانُكَ الْقَديمُ ، اَيْنَ كَرَمُكَ يا كَريمُ ، بِكَ [بِهِ خ ل] وَبِمًحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِمُ السَّلامُ فَاسْتَنْقِذْني ، وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْني.
يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ ، لَسْتُ اَتَّكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلى اَعْمالِنا ، بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا ، لِاَنَّكَ اَهْلَ التَّقْوى وَاَهْلَ الْمَغْفِرَةِ ، تُبْدِئُ بِالْاِحْسانِ نِعَماً ، وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً ، فَما نَدْري ما نَشْكُرُ : اَجَميلَ ما تَنْشُرُ ، اَمْ قَبيحَ ما تَسْتُرُ ، اَمْ عَظيمَ ما اَبْلَيْتَ وَاَوْلَيْتَ ، اَمْ كَثيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ؟! يا حَبيبَ مَنْ تَحَبَّبَ اِلَيْكَ ، وَيا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ وَانْقَطَعَ اِلَيْكَ ، اَنْتَ الْمُحْسِنُ وَنَحْنُ الْمُسيؤونَ فَتَجاوَزْ يا رَبِّ عَنْ قَبيحِ ما عِنْدَنا بِجَميلِ ما عِنْدَكَ.
وَاَيُّ جَهْل يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جُودُكَ ، اَوْ اَيُّ زَمان اَطْوَلُ مِنْ اَناتِكَ؟ وَما قَدْرُ اَعْمالِنا في جَنْبِ نِعَمِكَ ، وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ اَعْمالاً نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ ، بَلْ كَيْفَ يَضيقُ عَلَى الْمُذْنِبينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ؟! يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، فَوَ عِزَّتِكَ يا سَيِّدي ، لَوْ نَهَرْتَني ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ ، وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ ، لِمَا انْتَهى اِلَىَّ يا سَيِّدي مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرِمَك ، وَاَنْتَ الْفاعِلُ لِما تَشاءُ تُعَذِّبُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ ، وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ ، لا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ ، وَلا تُنازِعُ في مُلْكِكَ ، وَلا تُشارَكُ في اَمْرِكَ ، وَلا تُضادُّ في حُكْمِكَ ، وَلا