المبحث الرابع عشر : في القرض
القرض : ما تعطيه لغيرك من المال بشرط أن يعيده إليك بعد أجَلٍ معلوم ، قال سبحانه وتعالى : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) (١) ، وقال سبحانه : (إِن تُقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (٢).
ومراد الآية بإقراض المال لله سبحانه هو الحث والترغيب على الإنفاق في سبيله تعالى.
وقد ورد في الآثار لمّا نزل قوله تعالى : ، جاء أبو الدحداح إلى النبيّ صلى الله عليه وآله فقال يا نبي الله ، ألا أرى ربنا يستقرضنا مما أعطانا لأنفسنا ، وإنّ لي أرضَين ، أحدهما بالعالية والأخرى بالسافلة ، وإنّي قد جعلت خيرها صدقة ، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله يقول : كم من عذق مدلل لأبي الدحداح في الجنّة (٣).
عن الإمام الصادق عليه السلام : لمّا أُنزِلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه وآله : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البقرة : ٢٤٥.
٢ ـ التغابن : ١٧.
٣ ـ تفسير عبد الرزاق الصنعانيّ ١ / ٩٨ ، جامع البيان ٢ : ٨٠٣ / ح ٤٣٧٩.