فإنّه ليس عبد أنصبُه للحساب إلّا هلك! (١)
والعبادة تُقسَّم ثلاثة أقسام :
الأوّل : ما هو قلبيّ باطنيّ محض لا يطّلع عليه سوى الله عالم الغيب والشهادة : كالتوحيد والإخلاص ، والإيمان بالنبوّة والإمامة والمعاد ، أو الحبّ والرضى عن الله ، وغيرها من الاعتقادات الحقّة التي ثبت وجوبها في مدارك الشريعة السمحة الغرّاء.
الثاني : ما هو خارجيّ : كالصلاة والحجّ والجهاد والصدقات ، وإقامة شعائر الله ونحوها.
الثالث : ما هو اجتماعيّ ، كالعلاقات المجامليّة القائمة بين أفراد المجتمع إذا أُريد بها وجه الله ، مثل : زيارة المريض ، ودفن الميّت ، وإنقاذ الغريق ، وإغاثة الملهوف ، وإعانة المحتاج ، وحفظ النفس المحترمة.
والأعمال العباديّة التي يُرجى لها القبول يجب أن تكون مشروطة بالنيّة ، والمراد من النيّة في العباديّات هو القصد والإرادة باعتبار القربة. أمّا في غير العباديّات كالتوصّليّات فيكفي قصد ذات الفعل ، ولو لم يكن بعنوان الامتثال.
جاء في مبحث سابق : أنّ عبادة الأفراد تكون عن ثلاث غايات : قسم يعبد الله خوفاً ، وتلك عبادة العبيد ، وقسم يعبد الله طمعاً وتلك عبادة الأُجراء أو التجّار ، وقسم يعبد الله حبّاً أو شكراً ، وتلك عبادة الأحرار ، وهذا القسم لا يتسنّى إلّا للأوحديّ العارف من البشر ، كالنبيّ صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين سلام الله عليه وأئمّة أهل البيت عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٣١٤ / ح ٨.