وما علامة إيمانكم؟ قالوا : نصبر على البلاء ، ونشكر عند الرخاء ، ونرضى بمواقع القضاء ، قال : مؤمنون وربِّ الكعبة (١).
ج) المرتبة الثالثة :
١. الإسلام : وفي هذه المرحلة ينعقد الحبّ الإلهيّ في قلوب هؤلاء الثلّة الصالحة ، فلا يرون غير الله ، ولا يطيعون غيره ، ولا يريدون سواه ، وهذا الإيمان مَلَكة ترفع الحرج والمعاناة في مسألة الانقياد للأوامر والنواهي الإلهيّة ، قال تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (٢).
فالإيمان كما هو المفهوم من ظاهر الآية يقود إلى رفع الحرج ، وهذا بدوره يقود إلى الإسلام.
٢. الإيمان : وفي هذه المرتبة تسري روح العبوديّة والانقياد لله بشكل عميق وواع ، وفيه يرتقي الإنسان في سلالم الكمال والإخلاص حتّى يُباهيَ اللهُ به ملائكته.
وهذا الوصف ينطبق على أتباع الرسل ، تلك الشريحة التي فارقت الأهل والوُلْد والأموال وزخارف الحياة من أجل سيادة المبادئ ونشر العقيدة ، هؤلاء الذين قالوا لأنبيائهم ، لو أمرتُمونا أن نخوض البحر لَخُضناه معكم ، ولو أمرتمونا أن نضع بطوننا على قوائم سيوفنا لِنُخرجها من ظهورنا لَفَعلنا.
إنّ هؤلاء ينظرون إلى ربّهم ولا تحيد أعينهم عنه ، بعيداً عن الأسباب الظاهريّة ، فَهُم يَرَون قبل كلّ شيء ، وبعد كلّ شيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مسكّن الفؤاد : ٧٩.
٢ ـ النساء : ٦٥.