المبحث السابع والثلاثون : في العُجْب
العُجْب : أن يستعظم الإنسان نفسه أو عمله لِما يرى فيهما من صورة كماليّة قد لا يكون لها من الواقع شيء ، وقبل أن نطرق موضوع العجب لابدّ أن نفرّق بين عدّة عناوين :
١) العُجْب : وقلنا : هو استعظام النفس أو العمل دون إضافة ذلك إلى الله تعالى.
٢) الكِبْر : هو أن يرى المرء لنفسه مزايا وفضائل وكمالات على غيره. فهنا يكون طرفان : المتكبِّر طرف ، والمتكبَّر عليه طرف آخر ، أمّا في العجب فهناك طرف واحد هو المُعْجَبْ بنفسه.
٣) الإدلال : وهذه صفة وراء العُجْب ، فالمُدِلُّ يرى أنّ له على الله حقّاً ، وأنّ له عنده مكانة ، وقد يستنكر عدمَ إجابة دعائه ، أو ابتلاءَه بالضرر والبلاء ، وينسى أو يتناسى إضافة تلك النعم والكمالات إلى الله تبارك وتعالى.
وقد يكون الإدلال على غير الله ، كما لو أكرم غيره ، فإنّه يستعظم تلك النعمة على الغير ، ويمنّ عليه ، ويتوقّع الجزاء والثناء وربّما الاستخدام من ذلك الموهوب له.
قال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : العجب درجات : ومنها : أن يُزَيَّن للعبد سوءُ عمله فيراه حَسَناً ، فيعجبه ويَحسَبُ أنّه يُحسِنُ صُنعاً. ومنها : أن يؤمن العبد بربّه ،