المبحث السابع والعشرون : في حُسن الظنّ
قال عليه السلام : بَلْ لِثِقَتي بِكَرَمِكَ ، وَسُكُوني اِلى صِدْقِ وَعْدِكَ ، وَلَجَائي اِلَى الْإيمانِ بِتَوْحيدِكَ ، وَيَقيني بِمَعْرِفَتِكَ مِنّي اَنْ لا رَبَّ لي غَيْرُكَ ، وَلا اِلهَ إلّا اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ.
يتوجّه الداعي عليه السلام في هذا المقطع إلى ربّه معبّراً عمّا يجيش في قلبه من حسن الظنّ بالله تعالى ، وهذا التوجّه هو ثمرة من ثمرات الإيمان ، وقوّة الاعتقاد ، ومن معطيات روح الإسلام التي تحثّ الإنسان على عدم اليأس والقنوط من رحمة الله ، وتخبره أنّ الله سبحانه مصدر كلّ خير وعطاء ، وأنّه خلق الإنسان ليفيض عليه رحمته ، ويغمره برأفته الشاملة.
وإنّ كلّ ما يصيب الإنسان من خير أو ابتلاء فإنّه رحمة له ، وصلاح لدينه ودنياه ، وسوف يرى عاقبة ذلك في عرصات القيامة يوم تُوفّى كلّ نفس بما كسبت وردّوا إلى الله مولاهم الحقّ.
وقد ورد على لسان الروايات أن ليس خير بعده النار بخير ، وليس شرّه بعده الجنّة بشرّ ، فالمصائب والويلات التي تصيب الإنسان سوف يقابلها الله تعالى