المبحث الثالث عشر : في البخل
البخل : إمساك المقتنيات عمّا لا يحقّ حبسُها عنه ، ويقابله الجود.
والبخل ضربان : بخلٌ بِقَنيّاتِ نفسه ، وبخلٌ بِقنيّات غيره ، وهو أكثر ذمّاً ، دليلنا على ذلك (١) :
قوله تعالى : (الذين يبخلون ويأمرون النّاس بالبخل) (٢).
ونقول : البخل مقابل الإعطاء والسخاء ، والبخل مذموم عقلاً وشرعاً ، والإسراف في البذل مذموم ، والمحمود هو الوسط الذي يُطلق عليه الجود والسخاء ، قال تعالى : (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوماً محسوراً) (٣).
والجود المطلوب شرعاً يجب أن تكون معه نيّة القربة ليعطي ثماره الأُخرويّة للمنفق ، أمّا البخل فهو من الصفات الرذيلة ، وهو فرع من أصل مبغوض ، وهو حبّ الدنيا الذي وصفه الحديث الشريف بأنّه رأس كلّ خطيئة (٤) ، بل أصله الاعتقاديّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مفردات غريب القرآن : ٣٨.
٢ ـ النساء : ٣٧.
٣ ـ الإسراء : ٢٩.
٤ ـ الخصال : ٢٥ / ح ٨٧ ـ باب الواحد : قال الإمام الصادق عليه السلام : حبُ الدنيا رأسُ كلِّ خطيئة.