داخلاً في أعوان الظلمة؟ فأجابه بأنّ الداخل في أعوان الظلمة من يبيعك الإبرة والخيوط ، وأمّا أنت فمن الظلمة أنفسهم! (١)
ونقول تعليقاً على هذا : إنّ النفوس الكبيرة لها أحكامها الخاصّة.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم أهل الريب والبدع مِن بعدي فأظهِروا البراءة منهم ، وأكثروا مِن سبّهم والقول فيهم والوقيعةَ وباهِتُوهم ، كي لا يَطمَعوا في الفساد في الإسلام ، ويَحذرَهم الناس ولا يتعلّموا من بِدعِهم (٢).
ومن شرّ مصاديق معونة الظالمين السعاية بالمؤمن ، التي ابتلي بها الآلاف من المؤلّفة قلوبهم ومن مرضى القلوب والمنافقين ، قال صلى الله عليه وآله : شرّ الناس المثلّث ، قيل : يا رسول الله وما المثلّث؟ قال صلى الله عليه وآله : الذي يسعى بأخيه إلى السلطان ، فيُهلِك نفسه ، ويهلك أخاه ، ويهلك السلطان! (٣)
ولو قام المجتمع والمشرفون عليه ، والقائمون على تنفيذ القانون بإقامة الحدود والقصاص لَما بلغت الجرأة بالمجرمين إلى الحدّ الذي بلغت.
قال الله سبحانه وتعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٤) ، وقال الإمام عليّ عليه السلام : مَن خاف القِصاص كَفَّ عن ظُلم الناس (٥).
شدّة حساب الأمراء والسلاطين
لقد شدّد الإسلام على الأمراء والسلاطين وأصحاب المناصب ، فأمرهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ كتاب المكاسب للشيخ الأنصاريّ ١ : ١٣٥.
٢ ـ الكافي ٢ : ٣٧٥ / ح ٤ ـ باب مجالسة أهل المعاصي.
٣ ـ بحار الأنوار ٧٢ : ٢٦٦ / ح ١٦ ـ عن كتاب الإمامة والتبصرة.
٤ ـ البقرة : ١٧٩.
٥ ـ الكافي ٢ : ٣٣١ / ح ٦.