المبحث الثلاثون : في الرزق
قال عليه السلام : اَللّهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ : (وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ) ، (إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) ، وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيّدي اِنْ تَأمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ ، وَاَنْتَ الْمَنّانُ بِالْعَطِيّاتِ عَلى اَهْلِ مَمْلَكَتِكَ ، وَالْعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ.
هذا المقطع من الدعاء فيه التماسٌ توسّلي ، فالداعي يقول لربّه بأنّه أمر عباده بالسؤال ووعد بالإجابة.
قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (١) ، وليس من صفات الخالق القدير ، والملك الكريم أن يُخلف وعده ، وها هو يسأل الله من فضله ، إذ هو مصدر كلّ خير ونعمة ، ومصدر كلّ عطاء ورحمة.
والمنّان : ذو المنّة ، وهي النعمة الثقيلة ، وذلك في الحقيقة لا يكون إلّا لله تعالى.
والنصّ القرآنيّ الشريف : (وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ) ، (إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) ، هو لسان حال الكتاب النازل من عند الله تعالى أنزله هدىً ونوراً وموعظة للمتّقين ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غافر : ٦٠.