المبحث التاسع : في الإحسان
الإحسان : أعمّ من الجود والكرم ومِن فعل الحَسَن ، ويقابله الإساءة والعدوان.
قال تعالى : (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (١) وقد سًمّيت هذه الآية الشريفة بآية مكارم الأخلاق ، إذ جاءت بالأحكام التي تحقّق أمانيَّ وتطلّعات الصالح العام وحفظ مصالح النوع.
العدل هو المساواة في المكافأة ، إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ.
أمّ الإحسان فهو أن يقابل الخير بما هو أكثر منه ، وأن يقابل الشرّ بالأقل أو بالعفو والتجاوز ، والإحسان مفهوم إيجابيّ وموقف لا يصدر إلّا من ذوي النفوس الكبيرة التي لها قِيمها المتميّزة ومُثلها العليا ، إذ بعفها هذا تبعث الحبّ والمودّة ، وتزرع حدائق الإخلاص الحميدة ، وتنشر الأمن والاستقرار في الجتمع.
وقد ورد على لسان الروايات المعتبرة أنَّ العدل هو الإنصاف ، والإحسان هو التفضّل ، وورد أنّ المحسن هو الذي يقول في الناس أحسنَ ما يحب أن يقال فيه ، ومن أوضح مصاديق الإحسان الجودُ والكرم والسخاء ومكارم الأخلاقِ واصطناع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النحل : ٩٠.