المبحث الثالث والثلاثون : في المعرفة
قال عليه السلام : مَعْرِفَتي يا مَوْلايَ دَليلي عَلَيْكَ ، وَحُبّي لَكَ شَفيعي اِلَيْكَ ، وَاَنا واثِقٌ مِنْ دَليلي بِدَلالَتِكَ ، وَساكِنٌ مِنْ شَفيعي اِلى شَفاعَتِكَ.
قسّم علماء المعقول المُدرَكات قسمين :
الأوّل : المُدرَكات الحسّية : والطريق الموصل إليها الحواسّ ، كالبصر والسمع والذوق والشمّ واللمس ، وتكون اللّذة في إدراكها والتوصّل إليها من حيث الموافقة والملاءمة بينها وبين الإنسان ، ومن هذه اللذائذ لذّة الطعام والشراب والنكاح وغيرها.
الثّاني : المُدرَكات العقليّة : وهي ما تدركه القوى العاقلة المدركة ، وتختلف هذه الإدراكات من شخص لآخر كلّ بحسب مستواه واستعداده العقليّ ، وكذلك باختلاف فضائل وشرف المعارف. ومعرفة الله أرقى وأعظم كلّ المعارف ، لأنّه تعالى أشرف الوجودات ، ولا توجد لذّة أعظم من إدراك معرفته سبحانه ، حتّى نُقل عن شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسيّ قدس سره قوله : لو علم الملوك لذّة العلم والمعرفة لحاربونا عليها.