وقال الصادق عليه السلام : العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجّله الله سبع ساعات ، فإن استغفر الله لم يُكتَب عليه شيء ، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كُتِبت عليه سيّئة. وإنّ المؤمن لَيذكر ذنبه بعد عشرين سنةً حتّى يستغفر ربّه فيغفر له ، وإنّ الكافر لَيَنساه من ساعته (١).
كيف نحقّق التوبة
أمّا كيف نحقّق التوبة المستجمعة للشرائط ، فلا بدّ أن ننظر إلى الذنوب والمعاصي أوّلاً ، وبهذا نشخّص الداء لِنَصف له الدواء :
١. إذا كان الإنسان قد ترك بعض الواجبات : كالصلاة والصيام والحجّ والكفّارات ونحوها ، فعليه بعد الندم والاستغفار القضاء.
ـ إذا كان مقترفاً لبعض المعاصي التي بينه وبين الله : كاستماع الغناء وشرب الخمر والزنا والكذب ، فعليه الانتهاء.
ـ أمّا حقوق الناس فلا بدّ من إعادة المغصوب أو المسروق ، أو الانقياد لأولياء الدم بالقَوَد أو قبول الدية في الدماء ، وإن أمكن الاستحلال من أصحاب الشأن في المعنويات ، وإلّا فليستغفر لأصحاب الحقّ لعلّهم يرضون عنه يوم كشف السرائر في عرصات القيامة.
ـ هناك ذنوب لا يمكن الاستحلال من أصحابها ، لأنّ ذلك يخلق الفتن والمشاحنات ، كما لو اعترف رجل لصديقه أنّه كان يخونه في فراشه مثلاً ، فهنا لابدّ من الاستغفار لذلك الصديق وإكرامه ورعايته ، فلعلّه يرضى عن ظالمه يوم القيامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٤٣٧ / ح ٣.