المبحث الثاني عشر : بين أخلاق الله وأخلاق العبد
إنّ هذا المقطع من الدعاء الشريف يُعتبر مقدّمةً وتهيئةً للدخول إلى عرصة اللقاء القدسيَ مع الله سبحانه وتعالى ، ليقف الداعي أمام ربّه الكريم ، يسأله قضاء حاجته ، والإمام عليه السلام هنا يظهر تواضعه أمام الله الربّ العزيز القدير ، المالك ، المعطي ، الجبّار ، الغفور ، الرحيم ، يقف متجلبباً جلباب العبودية ، مؤتزراً إزار الاعتراف بالحاجة والمسكنة.
ويقارن الإمام عليه السلام بين حاله أمام عظمة ربّه الكريم الذي يُعطي مَن سأله ومَن لم يسأله تحنّناً منه ورحمة ، ولكنّ الإنسان بطبعه وتطبّعه بطيءٌ في إجابة دعوة الله سبحانه ، والاستجابة لأوامره ونواهيه ، وهو بخيل حين يستقرضه الله سبحانه وتعالى من كلّ خير هو من عنده سبحانه.
والآن نتنفّس النسيم القرآنيّ الذي يصوّر لنا هذا الإنسان بسوء دخيلته ، وانحراف هواجسه ، وتقصيره في طاعته لبارئه.
قال الله تعالى : (إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (١).
وقال الله تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ إبراهيم : ٣٤.