المبحث الحادي والعشرون : في الرحمة الإلهيّة
قال عليه السلام : أللّهُمَّ اِنّي اَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَيْكَ مُشْرَعَةً ، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ اِلَيْكَ مُتْرَعَةً ، وَالاِسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ اَمَّلَكَ مُباحَةً ، وَاَبْوابَ الدُّعاءِ اِلَيْكَ لِلصّارِخينَ مَفْتُوحَةً ، وَاَعْلَمُ اَنَّكَ لِلرّاجين بِمَوْضِعِ اِجابَة ، وَلِلْمَلْهُوفينَ بِمَرْصَدِ اِغاثَة ، وَاَنَّ فِي اللَّهْفِ اِلى جُودِكَ وَالرِّضى بِقَضائِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْباخِلينَ ، وَمَنْدُوحَةً عَمّا في اَيْدي الْمُستَأثِرينَ.
ما زال الداعي عليه السلام يهيّئ الأجواء الصحيحة لاستجابة الدعاء ، فهو يحمد الله سبحانه ويثني على آلائه ، وينسب إليه كلَّ خير وجميل ، وأنّه سبحانه قد فتح الأبواب إليه على مصاريعها لاستقبال الوافدين ، وها هي موائده مبذولة لكلّ محتاج ، وأنّ فيه الغنى عن غيره تعالى.
الرحمة إذا نسبت إلى الإنسان فالمراد منها رقّة القلب والإشفاق والتأثّر النفسيّ ، أمّا إذا نُسبت إلى الله سبحانه فالمراد منها العطاء والفيوضات الإلهيّة النازلة من عنده سبحانه لسدّ حاجة الخلائق ، كلٌّ حسب استعداده للتلقّي.
والرحمة الإلهيّة قسمان :
١. رحمة عامّة : شاملة لجميع الخلائق والموجودات لتكميل مسيرتها الارتقائيّة إلى الله وسدّ حاجاتها ، وهذه الرحمة تشمل المؤمن والكافر ، والبَرَّ والفاجر ، وذا