المبحث التاسع والأربعون : في تجسّم الأعمال
يرى بعض العلماء أنّ أعمال الإنسان ، سواء الصالحة منها أو الطالحة ، تتجسّم يوم القيامة ، وأنّ نفس أعمالهم تُرَدّ عليهم ، وقد استندوا في ذلك إلى فهمهم للآيات التي تتحدّث حول هذه القضيّة ، وإلى الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام :
قال تعالى : (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) (١) ، وقال سبحانه : (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) (٢) ، وقال عزّ شأنه : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٣).
وقد ورد عن الإمام السجّاد عليه السلام قوله في وصف مشاهد الآخرة : وصارتِ الأعمال قلائدَ في الأعناق (٤). وقال الله سبحانه وتعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ) (٥) ، وعن الإمام الباقر عليه السلام : الكِبْرُ مطايا النار (٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكهف : ٤٩.
٢ ـ النساء : ١٢٣.
٣ ـ الزلزال : ٧ ـ ٨.
٤ ـ الصحيفة السجّادية : ٢٠٥ / الدعاء ٤٢ ـ عند ختم القرآن.
٥ ـ آل عمران : ٣٠.
٦ ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : ٢٢٢ / ح ٦ ـ عقاب المتكبّرين.