المبحث الخمسون : في النور الإلهيّ
قال عليه السلام : يا غَفّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا ، وبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا ، وَبِنِعْمَتِكَ اَصْبَحْنا وَاَمْسَيْنا ، ذُنُوبَنا بَيْنَ يَدَيْكَ نَسْتَغْفِرُكَ اللّهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ اِلَيْكَ.
يتوجّه الداعي عليه السلام بالثناء على الله عزّ شأنه إذ هو مصدر كلّ خير ، وأصل كلّ عطاء ، طالباً المغفرة والهداية ، والتوفيق لسلوك طريق التوبة.
النور : الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار ، وذلك ضربان : دنيويّ وأخرويّ ، فالدنيويّ ضربان : ضرب معقول بعين البصيرة ، وهو ما انتشر من الأمور الإلهيّة كنور العقل ، ونور القرآن ، ومحسوس بعين البصر ، وهو ما انتشر من الأجسام النيّرة كالقمرين والنجوم والنيران.
فمن النور الإلهيّ قوله سبحانه وتعالى : (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (١).
ومن المحسوس الذي يُعين البصر نحو قوله سبحانه وتعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) (٢).
ومن النور الأخرويّ قوله تعالى : (يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) (٣) ، (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المائدة : ١٥.
٢ ـ يونس : ٥.
٣ ـ سورة الحديد : ١٢.
٤ ـ مفردات غريب القرآن : ٥٠٨.