المبحث الثالث : في الأُلُوهيّة
قال الإمام زين العابدين عليه السلام : اِلهي لا تُؤَدِّبْني بِعُقُوبَتِكَ ، وَلا تَمْكُرْ بي في حيلَتِكَ.
يبتدئ الدعاء بالنداء القدسيّ ، وهو الألوهيّة التي ما وُصِف بها غير الله إلّا كان من الآلهة المزيّفة إذ الإله هو المعبود ، وهو الذي يأمر فيُطاع ، وتكون طاعته على نحو الاستقلال ، وإذ لا أحد يستحقّ الطاعة والعبادة غير الله ، فنحكم بأنّ جميع الآلهة غير الله هي آلهة مزيّفة باطلة ، وطاعها من الشِّرك.
لقد خلق الله الإنسان ، وهو العالم بحاله وبما يضمن له مسيرة الحياة القائمة على العدل والسماواة والحريّة والالتزام بالفضائل والقيم والمثل العليا ، وهذه هي الهداية الإلهيّة التي مفادها إراءة الطريق الحقّ الموصل إلى خير الدنيا والآخرة ، وهذه الهداية محصورة بالله سبحانه وحده لا يشاركه فيها أحد ، وأمّا طاعة الأنبياء فإنّها تقع في طول طاعته سبحانه (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ) (١).
إنّ الطاعة بالأصالة لله وحده ، وتكون لغيره بالامتداد والتبعيّة.
ومن هنا حكمنا أنّ كلّ طاعة تصدر عن علم لغير الله فهي من الشرك الخفي ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النساء : ٨٠.