المبحث الخامس والعشرون : في شرائط قبول الأعمال
قال عليه السلام : وَقَدْ قَصَدْتُ اِلَيْكَ بِطَلِبَتي ، وَتَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتي ، وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتي ، وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلي مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاق لاِسْتِماعِكَ مِنّي ، وَلَا اسْتيجاب لِعَفْوِكَ عَنّي.
يتوجّه الداعي عليه السلام إلى ربّه بلسان حال الحاجة التي هي منزل من منازل الرحمة الإلهيّة ، أنّه توجّه مُحتاج إلى غنيّ بيده جميع الأمور ، وكلّ مفاتيح الكنوز ، وأنّه مصدر كلّ خير وكرامة ، وإحسان وإفضال ، وأنّه سبحانه مُغْني كلّ فقر ، ومُعزُّ كلّ ذليل ، ومفرّج كلّ سقم برحمته ، ومؤمن كلّ خائف.
أنظر إليه عليه السلام فيما يناجي ربّه في مناجاة المفتقرين في الصحيفة السجّاديّة : فيا مُنتهى أمل الآمِلين ، ويا غايةَ سُؤْلِ السائلين ، ويا أقصى طَلِبةِ الطالبين ، ويا أعلى رغبةِ الراغبين ، ويا وليَّ الصالحين ، ويا أمانَ الخائفين ، ويا مُجيبَ دعوةِ المضطرّين ، ويا ذُخرَ المُعدَمين ، ويا كنزَ البائسين ، ويا غياثَ المستغيثين ، ويا قاضيَ حوائجِ الفقراءِ والمساكين ، ويا أكرمَ الأكرمين ، ويا أرحم الراحمين.
لك تَخَضُّعي وسُؤالي ، وإليك تَضَرُّعي وابتهالي ، أَسألُك أن تُنيلَني من رَوح رضوانك ، وتُديمَ علَيَّ نِعمَ امتنانِك ، وها أنا ببابِ كرمِك واقف ، ولِنفحاتِ بِرِّك