ـ وأمّا ما افتراه على غيره من المؤمنين ، وما نسبه إليهم من الضلال والفسق والانحراف والسرقة وغيرها ، فلا بدّ أن يعلن عن كذبه ، ويبرّئَ ساحة المظلومين ، وإن أمكنه الاستحلال منهم فذلك خير.
والتوبة مطلوبة على كلّ حال ، فلعلّها تخفّف عن صاحبها بعض العذاب ، أو لعلّ الله سبحانه يبسط رحمته الكبرى الشاملة ، فيرضي المظلومين عن ظلميهم ، فلا ينبغي اليأس والقنوط.
إنَّ الذنوب قسمان :
١ ـ صغائر ، وهي التي أُطلق عليها القرآن اسم (اللمم) ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) (١).
ويشترط في بقائها على عنوانها الأوليّ ، وهو الصغائر ، عدم الإصرار عليها ، وعدم استصغارها واستخفافها ، أو إذاعتها بين الناس والتفكّه بها والتفاخر بها ، ممّا يجعلها من باب حبّ شيوع الفاحشة. وقد ورد في الحديث الصادقيّ الشريف : لا صغيرةَ مع الإصرار ، ولا كبيرةَ مع الاستغفار (٢).
٢ ـ كبائر ، وهي التي أوعد الله عليها دخول النار ، وقد ذكر معظمَها الفقهاء في رسائلهم العملية في باب التقليد ، فلتُراجع ، فاجتناب الكبائر يكفّر الصغائر إن لم تكن عن إصرار.
قال النبيّ صلى الله عليه وآله : الصلوات الخمس والجمعة تكفّر ما بينهنّ إن اجتُنِبَت الكبائر (٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ النجم : ٣٢.
٢ ـ الكافي ٢ : ٢٨٨ / ح ١ ـ باب الإصرار على الذنب.
٣ ـ مسند أحمد ٢ : ٣٥٩.