المبحث السادس والثلاثون : في الغرور
أوّل من وقع في هذا الفخّ الخطير وهو رائد المعصية ، وقائد الجهالة إبليس لعنة الله عليه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : فاعتَبِروا بما كان مِن فعل الله بإبليسَ إذْ أحبط عملَه الطويل وجَهدَه الجهيد ، وكان قد عَبَد اللهَ ستّة آلاف سنة ، لا يُدرى أمن سِنِي الدنيا أم الآخرة ، عن كِبر ساعةٍ واحدة. فمن ذا بعد إبليس يَسلَمُ على الله بِمِثل معصيته؟! كلّا (١). قال تبارك وتعالى : (٢) ، وقال سبحانه : (٣).
الغرور : هو جهل يخالطه حبّ الشهوات ، فيبعث الرضى عن النفس والسكون إلى ما يوافق الطبع. وضدّه الفطنة والعلم والزهد.
وأهل الغرور من المطايا السَّلِسة الانقياد للشيطان ، يوجّهها أنّى شاء.
والغرور من أمراض القلب المتأصّلة التي وصف الله سبحانه أهلها في محكم كتابه المبين قائلاً : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢.
٢ ـ الانفطار : ٦.
٣ ـ آل عمران : ١٩٦.