المبحث الحادي عشر : في تحميد الله
قال عليه السلام : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَدْعوُهُ فَيُجيبُني ، وَاِنْ كُنْتُ بَطيئاً حينَ يَدْعوُني ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي اَسأَلُهُ فَيُعْطيني وَاِنْ كُنْتُ بَخيلاً حينَ يَسْتَقْرِضُني.
قلنا في مبحث الدعاء : إنّ هناك آداباً للدعاء ينبغي مراعاتها لتكون وسيلة للاستجابة ، ومنها أن يحمد الداعي ربَّه ويمجّده ويثني على آلائه قبل الشروع في الدعاء.
قال الراغب : الحمد لله تعالى : الثناء عليه بالفضيلة ، وهو أخصّ من المدح ، وأعمّ من الشكر ، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه ، كما يُمدَح ببذله مالَه وسخائِه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأول ، والشكر لا يقال إلّا في مقابل نعمة ، فكلّ شكر حمد ، وليس كلّ حمدٍ شكراً ، وكلّ حمدٍ مدح ، وليس كلّ مدحٍ حمداً ، ويقال : فلان محمود : إذا كثرت خصاله المحمودة (١).
إذن الحمد هو الثناء على الجميل الاختياريّ ، فالله سبحانه هو مصدر كلّ خير ونعمة ، وجمال وكمال ، وعلم وقدرة ، وعزّة وكرامة وغيرها من المُثل والأخلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مفردات غريب القرآن : ١٣١.