المبحث الأربعون : في السَّتر
قال عليه السلام : وَما اَنَا يا رَبِّ وَما خَطَري ، هَبْني بِفَضْلِكَ ، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ اَيْ رَبِّ جَلِّلْني بِسِتْرِكَ ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبيخي بِكَرَمِ وَجْهِكَ ، فَلَوِ اطَّلَعَ الْيَوْمَ عَلى ذَنْبي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ ، وَلَوْ خِفْتُ تَعْجيلَ الْعُقُوبَةِ لَاجْتَنَبْتُهُ ، لا لِاَنَّكَ اَهْوَنُ النّاظِرينَ وَاَخَفُّ الْمُطَّلِعينَ ، بَلْ لِاَنَّكَ يا رَبِّ خَيْرُ السّاتِرينَ ، وَاَحْكَمُ الْحاكِمينَ ، وَاَكْرَمُ الْاَكْرَمينَ ، سَتّارُ الْعُيُوبِ ، غَفّارُ الذُّنُوبِ ، عَلّامُ الْغُيُوبِ ، تَسْتُرُ الَّنْبِ بِكَرَمِكَ ، وَتُؤَخِّرُ الْعُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ.
الخطر : القدرُ الرفيع ، والمقام العظيم ، والشرف والعظمة.
جَلَّل : غطَّى وسَتَر
وَبَّخ : لام وهدّد وعيّر
الحكمة : قال الراغب في «المفردات» : هي إصابة الحقّ بالعلم والعقل ، فالحكمة من الله تعالى : معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام ، ومن الإنسان : معرفة الموجودات وفعل الخيرات ، وهذا هو الذي وُصف به لقمان في قولهِ عزّ وجلّ : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) (١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ لقمان : ١٢.