المبحث الحادي والأربعون : في الحياة والقيموميّة
قوله عليه السلام : فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَعَلى عَفُوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ ، وَيَحْمِلُني وَيُجَرِّئُني عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنّي ، وَيَدْعُوني اِلى قِلَّةِ الْحَياءِ سِتْرُكَ عَلَيَّ ، وَيُسْرِعُني اِلَى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ ، وَعَظيمِ عَفْوِكَ ، يا حَليمُ يا كَريمُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا غافِرَ الذَّنْبِ ، يا قابِلَ التَّوْبِ ، يا عَظيمَ الْمَنِّ ، يا قَديمَ الْاِحسانِ ، اَيْنَ سِتْرُكَ الْجَميلُ ، اَيْنَ عَفْوُكَ الْجَليلُ ، اَيْنَ فَرَجُكَ الْقَريبُ ، اَيْنَ غِياثُكَ السَّريعُ ، اَيْنَ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ ، اَيْنَ عَطاياكَ الْفاضِلَةُ ، اَيْنَ مَواهِبُكَ الْهَنيئَةُ ، اَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ ، اَيْنَ فَضْلُكَ الْعَظيمُ ، اَيْنَ مَنُّكَ الْجَسيمُ ، اَيْنَ اِحْسانُكَ الْقَديمُ ، اَيْنَ كَرَمُكَ يا كَريمُ ، بِهِ فَاسْتَنْقِذْني ، وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْني.
يتوجّه صاحب الدعاء عليه السلام بحمد الله كما يستحقّه حمداً كثيراً ، حامداً إيّاه على طول حلمه وأناته تجاه عبده المذنب المقصّر ، وعلى عفوه وهو القادر على ما يريد ، ومن ذا الذي يمنع السيّدَ القدير ، إذا أراد الانتقام من عبده الآبق المقصّر تجاه مولاه الذي غمره بالكرم وأفاض عليه صنوف المواهب والنعم!
ثمّ يعود عليه السلام لتقديم فروض الذلّة والمسكنة أمام عظمة الله ، ويعتذر عن تقصيره الصادر عن الغفلة والغرور ، والثقة بعظيم الستر ، وسعة الرحمة ، وحسن الظنّ بآلاء الله وكرمه.