المبحث الثامن والأربعون : مشاهد القيامة وأهوالها
قال عليه السلام : يا رَبِّ اِنَّ لَنا فيكَ اَمَلاً طَويلاً كَثيراً ، اِنَّ لَنا فيكَ رَجاءً عَظيماً ، عَصَيْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو اَنْ تَسْتُرَ عَلَيْنا ، وَدَعَوْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو اَنْ تَسْتَجيبَ لَنا ، فَحَقِّقْ رَجاءَنا مَوْلانا ، فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوجِبُ بِاَعْمالِنا ، وَلكِنْ عِلْمُكَ فينا وَعِلْمُنا بِاَنَّكَ لا تَصْرِفُنا عَنْكَ وَاِنْ كُنّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبينَ لِرَحْمَتِكَ ، فَاَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تَجُودَ عَلَيْنا وَعَلَى الْمُذْنِبينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما اَنْتَ اَهْلُهُ ، وَجُدْ عَلَيْنا فَاِنّا مُحْتاجُونَ اِلى نَيْلِكَ ،
يتحدّث هذا المقطع عن حالة فريدة من التوجّه الصحيح على جَناحَي الخوف والرجاء للدخول إلى ساحة الربوبيّة ، ورأينا كيف يطرق الداعي باب ربّه الكريم لطلب المغفرة التي هي من مستلزمات الفوز برضى الله تعالى.
إنّ مسألة المعاد والحساب الأخرويّ هي الشغل الشاغل للإنسان ، لأنّ الحياة الحقيقيّة إنّما تكون بعد الانتقال من هذا العالم الفاني.
لقد تحدّثنا في المبحث الثاني والثلاثين حول العفو والرحمة الإلهيّة في عرصات القيامة وما بعدها ، والآن نتحدّث حول مشاهد القيامة وأهوالها.
إنّ القرآن الكريم أعطى الأهميّة الكبرى لقضيّة المعاد لخطورته ، بل لكونه ضرورة عقائديّة وحقيقيّة ، فقد ذكره في ما يقارب من ألف وأربعمائة موضع ، حيث