ومن لوازم هذه المرتبة الإيمانيّة : التحلّي بمكارم الأخلاق ، وجميل الصفات : والرضى والتسليم لِقَدَر الله وقضائه ، واحتساب الصبر عنده ، والزهد ، والحبّ في الله والبغض في الله.
أُنظر قوله تعالى : (وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) (١) ، فسياق الآية تقول : إنّ موسى عليه السلام أمرهم بالتوكّل الذي هو من ثمرات الإيمان ، ولكنِ اشترَطَ في هذا الإيمان أن يكون صادراً عن إيمان حقيقيّ خالص.
لاحظ هذا التسلسل رجاءً :
الإسلام الخالص يقود إلى الإيمان ، هذا الإيمان بدوره يقود إلى التوكّل ، وقد وعد الله سبحانه هؤلاء المؤمنين بالفوز والرضوان في مقامِ عند مَليكٍ مقتدر :
قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (٢).
د) المرتبة الرابعة :
١. الإسلام : وهنا يكون الإنسان بين يدي ربّه كالميّت بين يدي غاسله يقلّبه كيف يشاء ، ومن لوازمه التسليم المطلق لله تسليماً هو ترجمة عمليّة لحقّية المُلك الذي ليس وراءه استقلال عن الله جلّ وعلا ، المُلك الذي يفرض مطلق الكبرياء والربوبيّة لله وحده. ولا ينال هذه المرتبة إلّا من وفّقهم الله وسدّد خطاهم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ يونس : ٨٤.
٢ ـ المؤمنون : ١ ـ ١١.