فشملهم بمواهبه وفيوضاته ، وغمرهم بألطافه وعناياته ، وتكاد أن تكون هذه الحالات ممّا باركتها العناية التكوينيّة قبل التشريعيّة ، فلولا هذه الإفاضات والعنايات لا يصلون إلى هذه المرتبة.
قال تعالى : (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) (١).
٢. الإيمان : وهؤلاء هم الذين استجمعوا صفات الكمال في جميع أحوالهم ، فهم لا يرون غير الله ، ولا يعبدون غير الله ، مُبرَّؤون من الشرك الخفيّ ، وهم لا يرون لشيء تأثيراً بغير الله ، ولا يحزنهم أمر ، ولا يفرحون بنعمة ، فالأمر كلّه لله سبحانه وتعالى.
قال تعالى : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (٢).
ويمكن تقريب المعنى فنقول : إنَّ المرتبة الأُولى مثل المرحلة الابتدائيّة ، والثانية مثل المرحلة المتوسّطة ، والثالثة مثل المرحلة الثانويّة ، والرابعة مثل المرحلة الجامعيّة ، وهذه المرتبة يمكن أن نطلق عليها اليقين.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : لَأَنسِبنَّ الإسلامَ نسبةً لم يَنْسِبْها أحد قبلي. الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل (٣).
إنّ أداء التكاليف العباديّة وإتيان الأعمال الصالحة من صفات المؤمنين ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البقرة : ١٢٨.
٢ ـ يونس : ٦٢ ـ ٦٣.
٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٢٥ ، الأمالي للصدوق : ٢٨٧ / ح ٤ ـ المجلس ٥٦ ، خصائص الأئمّة : ١٠٠.