رأفتِك؟ أو تُغاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعتِك حتّى نَحِلَت في مُجاهدتِك ، أو تُعذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عبادتِك؟!
إلهي لا تُغلِقْ على مُوَحّديكَ أبوابَ رحمتِك ، ولا تَحْجُبْ مُشتاقيكَ عنِ النظرِ إلى جميلِ رُؤيتِك. إلهي نَفْسٌ أعززتَها بِتَوحيدِك ، كيف تُذِلُّها بِمَهانةِ هِجْرانِك؟! وضميرٌ انعَقَد على مَودّتِك ، كيف تُحرِقُه بحرارةِ نِيرانِك؟!
إلهي أجِرْني مِن أليمِ غَضبِك ، وعظيمِ سَخَطِك ، يا حَنّانُ يا مَنّان ، يا رَحيمُ يا رَحمن ، يا جَبّارُ يا قَهّار ، يا غَفّارُ يا سَتّار ، نَجِّنِي بِرحمتِكَ مِن عذابِ النار ، وفَضيحةِ العار ، إذّا امتازَ الأخيارُ مِنَ الأشرار ، وحالَتِ الأحوال ، وهالتِ الأهوال ، وقَرُب المحسنون ، وبَعُدَ المُسيئون ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمون (١).
لقد علّمنا الإمام السجّاد عليه السلام كيف نُقْبل على الله بقلوب تتعادل فيها حالات الخوف والرجاء ، والرهبة والرغبة ، لنكون في منازل ومهابط الرحمة الإلهيّة.
في الظلم
الظلمُ لغةً : وضع الشيء في غير موضعه.
والظلم بالمعنى الأعمّ ضدّ العدل ، وهو التعدّي عن الوسط في أيّ شيء كان ، وهو صفة مذمومة ورذيلة وقبيحة.
والظلم بالمعنى الأخصّ بمعنى الجَور ، والمراد به الإضرار بالغير ، والإيذاء له وإلحاق الضرر به ، كضربه وشتمه وغصب ماله واغتيابه ونحو ذلك.
وقد وعد الله الظالمين أشدّ العذاب واللعن في الدنيا والآخرة. فقال تعالى : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الصحيفة السجادية : ٤٠٤ / الدعاء ١٨٤.