ستَرتَه علَيَّ بحِلمِك فلا تَهْتِكْه ، وما عَلِمتَه مِن قبيحِ فِعلي فاغفِرْه.
إلهي استَشْفَعتُ بِكَ إليك ، واستَجَرتُ بك منك ، أتَيتُك طامعاً في إحسانِك ، راغباً في امتنانِك ، مُسْتَسقياً وابلَ طَولِك ، مُستمطِراً غَمامَ فضلِك ، طالباً مرضاتَك ، قاصداً جَنابَك ، وارداً شريعةَ رِفْدِك ، مُلْتمِساً سنيَّ الخَيراتِ مِن عندِك ، وافداً إلى حضرةِ جَمالِك ، مُريداً وجهَك ، طارقاً بابَك ، مُستكيناً لعظمتِك وجلالِك ، فافعلْ بي ما أنت أهلُه مِن المغفرةِ والرحمة ، ولا تَفعلْ بي ما أنا أهلُه مِن العذاب والنِّقْمة ، بِرحمتِك يا أرحمَ الراحمين (١).
لقد عَلَّمنا عليه السلام ـ وهو سليل النبوّة ، وغصن الإمامة ، وربيب بيت الوحي ومنازل التنزيل ـ كيف نتوجّه إلى الله بالدعاء وقلوبنا مملوءة بالرغبة.
وها نحن ننقل مناجاة الخائفين له عليه السلام لنتعلّم كيف يكون حال المرء من الرهبة عندما يطرق باب الله بيده ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : إلهي أتَراك بعد الإيمانِ بِك تُعذّبني ، أَم بعدَ حُبّي إيّاك تُبعِّدُني ، أَم معَ رجائي لرحمتِك وصَفْحِك تحرِمُني ، أم معَ استجارتي بِعفوِك تُسْلِمُني؟!
حاشا لوجهِك الكريمِ أن تُخَيِّبَني ، ليتَ شِعري ألِلشقاءِ وَلدَتْني أُمّي ، أم لِلعناء رَبَّتْني؟ فلَيتَها لم تَلِدْني ولم تُرَبِّني ، وليتَني عَلِمتُ أمِن أهلِ السعادةِ جَعلتَني ، وبِقُربِك وجِوارِك خَصَصْتَني ، فَتَقِرَّ بذلك عيني ، وتَطْمئِنَّ له نفسي.
إلهي هَل تُسَوِّد وُجوهاً خَرَّت ساجدةً لعظمتك؟ أو تُخرِسُ ألْسِنةً نطَقَت بالثناءِ على مَجدِك وجلالتِك؟ أو تَطْبعُ على قلوبٍ انطَوَت على مَجبَّتِك؟ أو تُصِمُّ أسماعاً تَلذَّذَت بِسَماعِ ذِكْرِك في إرادتِك؟ أو تَغُلُّ أَكُفّاً رفَعَتْها الآمالُ إليكَ رجاءَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الصحيفة السجّادية : ٤٠٨ / الدعاء ١٨٦.