المبحث الثالث والأربعون : في الرفق
الرِّفق : هو اللين والمداراة ، ويترتّب عليه المعاملة بلطف ، وهو من نتائج الحلم وضدّه الخُرْق : وهو الغلظة والفظاظة والعجلة ، ويترتّب عليه سوء التصرّف ، وهو من نتائج الغضب والعصبيّات.
قال تعالى مخاطباً نبيّه الأعظم صلى الله عليه وآله : (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (١).
والرفق من الصفات النفسيّة الفاضلة التي لها أثرها البالغ في بناء الحياة المستقرّة والمتمدّنة القائمة على الأخلاق والضوابط ، وإرساء قواعد الخليّة العائليّة الإيمانيّة. والرفق له أهمّيته في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي مجالات التربية والتعليم وغيرها من المصالح والميادين الاجتماعيّة. ونحن نعلم أنَّ الطاعة والاتّباع إذا كانت مستندة إلى القناعة والمحبّة والرضى ، كانت قواعدها راسخة رغم كلّ الظروف.
أمّا إذا كانت نتيجة القوّة والضغط والتسلّط فإنّها تقود إلى التمرّد والرفض في الفرص التي تتيسّر فيما بعد. إنّ القلوب والنفوس والأرواح لا تُفتح إلّا بالمحبّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ آل عمران : ١٥٩.