المبحث الخامس : في المكر الإلهيّ
قال عليه السلام : وَلا تَمْكُرْ بي في حيلَتِكَ.
المكر : هو صرف الغير عمّا يقصده بحيلة ، ونقول : مكر به أبي خدعه ، ونقول : مكر الله فلاناً : جازاه على المكر (١).
أمّا الحيلة : فهي القدرة على التصرّف والحِذق بتحويل الأمور قال تعالى : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (٢).
وقال سبحانه : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (٣) ، وقال عزّ وعلا : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٤).
والمكر إمّا أن يكون من الإنسان أو يكون من الله ، والمكر من الإنسان مذموم عندما يُراد به الخديعة والتوصّل إل ىتحقيق مآرب شخصيّة على حساب القيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ونسبة المكر إلى الله من باب المشاكلة ، مثل : (نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُمْ) [التوبة : ٦٧] فإنَّ الله لا ينسى ولا يمكر ، ينظر لسان العرب «مكر».
٢ ـ آل عمران : ٥٤.
٣ ـ الأنفال : ٣٠.
٤ ـ فاطر : ٤٣.