المبحث السابع عشر : في التوكّل
التوكّل : أن تعتمد على غيرك وتجعله نائباً عنك ، وحقيقة التوكّل الاستقلال بأمر الموكول إليه.
والوكيل في صفة الله تعالى أنّه الذي توكّل بالقيام بجميع ما خلق.
والمتوكّل على الله : الذي يعلم أنّ الله كافل رزقه وأمره ، فيركن إليه وحده ولا يتوَكّلُ على غيره.
والوكَلُ والوَكِلُ : البليد والجبان ، والعاجز الذي يَكِل أمره إلى غيره.
قال تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) (١).
وقال سبحانه : (قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (٢).
وقد ورد مفهوم التوكّل في القرآن الكريم ، بالإضافة إلى ما ورد في السنة الشريفة فيما يقارب السبعين موضعاً ، وهذا ممّا يشير إلى أهمّية هذا الموضوع.
قال الشيخ النراقيّ قدس سره في «جامع السعادات» : التوكّل اعتماد القلب في جميع الأمور على الله ، وبعبارة اُخرى : حوالة العبد جميعَ أموره على الله ، وبعبارة أخرى : هو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الفرقان : ٥٨.
٢ ـ الزمر : ٣٨.